العـبــــور العـظـــيم
عبد المجيد راشد
ما أروع مشهد شعبنا العربى فى غزة المحاصرة و هو يقتحم الحدود الوهمية ، ليصنع بيده المقاومة الباسلة الغاضبة ما عجزت عنه كل أنظمة العار و الخيانة .
تأملوا المشهد جيدا
أبصروه بعمق
أحفروا له مكان فى ذاكرتكم
أحفظوه عن ظهر قلب لقطة لقطة
رتلوا ما تيسر من سورته العظيمة
افرحوا قليلا و لتمتلىء أرواحكم بالثقة فى إقتراب النصر
ها هى الحدود المصطنعة
حدود العار و الخيانة و الذل و المهانة و العمالة قد تحطمت
ها هى حدود سايكس بيكو القديمة انهارت فى لحظة
أبشروا
و لوحوا بإشارات النصر القادم لا محالة
و ها هو أول الغيث
و مبتدأ العبور الى الخلاص
و ليكن يوم الثالث و العشرين من يناير من كل عام يوما للعبور العظيم من حدود الوهم و العار و الخيانة الى براح الأمة . يوما نحتفل فيه بالخروج من زنزانة العدو الى حضن العروبة الكبير الواسع الممتد فى الجغرافيا من ماء الأمة المالح الى ماءها الأملح ، من الخليج الى المحيط ، من جبال طرطوس الى كردفان . يوما نجدد فيه العهد على إصرارنا أن تكون أمتنا عربية واحدة ، لا تعرف حدودا و لا حكاما عملاء أذلاء ضعفاء جبناء . يوما للشعب العربى المصمم على الحياة بعزة و كرامة . يوم الجماهير العربية التى تقاوم و تناضل من أجل حريتها . يوما لكسر كل الحدود و تحطيم كل القيود و اقتحام كل السدود .
و لتعلن كل قوى الأمة الحية ولائها لأستاذها و معلمها و قائدها ، انه شعبنا العربى ، أعظم أستاذ و معلم و قائد لكل قوى الأمة . يسبقها فى لحظات وقوفها و شللها و عجزها و يلقنها درس الحياة و الإرادة و الخيال و الجسارة و العبور من الممكن الى المستحيل ، من حساب الجغرافيا الى هندسة التاريخ ، من الهامش الى المتن ، من المتفرج الى اللاعب الرئيس ، من الخلف الى الصدارة ، من توازنات السياسة الى عبقرية البساطة .
هاهى جماهير شعبنا المحاصر ، تهزم الكل و بالضربة القاضية ، و تفتتح أولى خطوات الطريق الى حيث الأسلوب المختار لتجسيد فكرة العروبة ، و تفتح لنا كل أبواب الخروج من وهدة اليأس ، و كل ثغرات العبور من الدوران فى حلقات السياسة المفرغة . و تكتب بعبقريتها سطور من بلاغة الفعل التاريخى و الذى رأيناه بأم أعيننا . و تترك لكل قوى الأمة الحية بعد الإجابة على السؤال الكبير فرصة استكمال ما تبقى للإنصهار فى بوتقة الجامع المشترك و إستئناف رحلة الحياة و ال
المزيد