جيب محفوظ احد اهم الروائيين العرب حائز جائزة نوبل للآداب 1988
2006/08/30 الساعة 16:49 بتوقيت مكّة المكرّمة
2006/08/30 الساعة 16:49 بتوقيت مكّة المكرّمة
القاهرة (اف ب)- نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل للاداب للعام 1988 الذي توفي صباح الاربعاء في القاهرة هو من اهم الروائيين الذين اثروا الادب العربي باعمالهم واكثرهم انتشارا في العالم.
ولد نجيب محفوظ بعد انتقال عائلته الى حي الجمالية في القاهرة في 11 كانون الاول/ديسمبر 1911. وقد امضى سنوات طفولته في هذه المنطقة الشعبية ودرس في احد كتاتيبها في حارة الكبابجي قرب درب قرمز في القاهرة الفاطمية وانهى دراسته الابتدائية في مدرسة بين القصرين.
وبعد تحسن الاوضاع الاقتصادية لعائلته اثر عمل والده بالتجارة وتركه وظيفته البسيطة انتقلت العائلة الى ضاحية العباسية التي كانت في تلك الفترة مقصد العائلات من الطبقة المتوسطة وفيها درس الثانوية العامة في مدرسة فؤاد الاول.
التحق محفوظ في 1930 بجامعة القاهرة حيث انهى دراسته في الفلسفة وبدلا من استكمال درسته الجامعية العليا اختار بعدما انهى ليسانس الفلسفة الكتابة الادبية وابتعد عن دراسة الماجستير.
وبعد تخرجه عمل نجيب محفوظ في وزارة الاوقاف ومستشارا برلمانيا لوزير الاوقاف في تلك الفترة الشيخ عبد الرازق. وبعد تولي الضباط الاحرار السلطة في 1952 عمل رئيسا للرقابة على المصنفات الفنية عام 1959 ثم رئيسا لمؤسسة السينما وفيما بعد عضوا في المجلس الاعلى للثقافة.
وكان محفوظ الذي يعد احد اكثر الادباء العرب انتشارا في العالم حيث ترجمت اعماله الى اكثر من 33 لغة بدأ الكتابة في "المجلة الجديدة" الاسبوعية واصدر اول اعماله "مصر القديمة" في 1932 اتبعها بمجموعته القصصية "همس الجنون" (1938).
وتوجه بعد ذلك الى كتابة ثلاثية استلهمت التراث الفرعوني في نوع من الاسقاط التاريخي على المرحلة السياسية التي سادت مصر في تلك الفترة هي روايات "عبث الأقدار" (1939) و"رادوبيس" (1943) و"كفاح طيبة" (1944).
وتروي هذه الثلاثية محاربة العدوان والاحتلال الاجنبي لمصر بينما كان محفوظ من انصار حزب الوفد الذي كان يقود في تلك الفترة النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني لمصر وضد السياسة الاستبدادية للملك فاروق الاول.
وكان لطفولته المبكرة التي شب فيها في منطقة الجمالية الشعبية اثر كبير على كتاباته الروائية في المرحلة اللاحقة حيث ظهرت معالم الحي وبعض معالم القاهرة الفاطمية كعناوين لروايته مثل "زقاق المدق" و"خان الخليلي".
وتوج محفوظ اعماله بثلاثية جعلته علما من اعلام الرواية العربية واحد اهم روادها ومؤسسي حداثتها اخذت عناوين اجزائها من اسماء حارات في القاهرة الفاطمية "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية".
وعالجت كل هذه الروايات اوضاع الطبقة المتوسطة المصرية وبعض الفئات الشعبية التي تحاول الصعود الطبقي وتحسين اوضاعها الاقتصادية ضمن اوضاع حالمة اودت بها في الكثير من الاحيان.
ويعتبر الكثير من النقاد العرب ان محفوظ هو رائد الرواية العربية الحديثة بعد ان اعاد بناءها بطريقة مغايرة عن الرواد مثل جرجي زيدان وعلي باكثير وطه حسين وتوفيق الحكيم ومحمد حسين هيكل. وهم يرون انه لعب دورا كبيرا في فتح افاق الرواية العربية امام الاجيال التي لحقت به.
وتوقف محفوظ عن الكتابة بين 1949 و1956 اتجه خلالها الى كتابة سيناريو الافلام وكان بذلك اول اديب يقوم بخطوة من هذا النوع. وكان اول سيناريو قام بكتابته "مغامرات عنتر وعبلة" (1945).
كما كتب سيناريو عن روايات احسان عبد القدوس مثل "الطريق المسدود" و"انا حرة" الى جانب افلام "ذات الوجهين" و"لك يوم ياظالم" و"رية وسكينة" و"الوحش" و"شباب امرأة" و"الفتوة" و"بين السما والارض" و"احنا التلامذة" و"النمرود" و"درب المهابيل" و"فتوات الحسينية" و"الهاربة"
وترك محفوظ وراءه ست مسرحيات ايضا.
وقد كتب محفوظ عددا من الروايات التي اعتبرها النقاد نقدا للتجربة الناصرية ابرزها "اللص والكلاب" و"ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل" و"الكرنك" وغيرها من الروايات التي اصدرها في السيتنات والسبعينات.
ورغم انتقاداته التي وجهها للسلطة فان بعض النقاد اخذوا عليه انه تجاهل في كتاباته الروائية اكثر القضايا سخونة في العالم العربي وهي القضية الفلسطينية التي لم يكتب عنها شيئا في حين وجه انتقادات لارسال الجيش المصري الى اليمن.
وتوقف محفوظ عن الكتابة بعدما هاجمه اسلامي وطعنه في رقبته في 1994 الا انه في السنوات الثلاث الاخيرة كان يكتب قصصا قصيرة اطلق عليها اسم "احلام فترة النقاهة".
والى جانب حصول محفوظ على جائزة نوبل للاداب في 1988 التي فتحت الافق امام الرواية العربية عالميا حصل على مجموعة من الجوائز المحلية منها ما كان في مطلع حياته مثل جائزة قوت القلوب عن رواية "رادوبيس" في 1945 وجائزة وزارة المعارف عن رواية "كفاح طيبة" في 1945 وجائزة مجمع اللغة العربية عن "خان الخليلي" في 1947.
ومنح في 1958 جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الاعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ثم في 1962 وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وفي 1970 جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس نفسها ومنح في 1971 وسام الجمهورية من الدرجة الاولى.
وكانت اخر الجوائز التي حصل عليها بعد نوبل جائزة مبارك في الاداب عن المجلس الاعلى للثقافة عام 9991.
وقد خصص جزء من عائدات كتب نجيب محفوظ التي اشرف قسم النشر في الجامعة الاميركية على ترجمتها الى عدد كبير من لغات العالم لجائزة تمنح باسم نجيب محفوظ في يوم عيد ميلاده من كل سنة بمباردة منه لتشجيع الروائيين العرب. وبدأ منحها منذ عشر سنوات.
ونجيب محفوظ كان متزوجا منذ 1954 وله ابنتان.
وكالة فرانس برس © 2006 








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق